“إيفرتون” يقتحم عالم “الكبار” في الدوري الإنكليزي الممتاز
تبدو شهية فريق “إيفرتون” مفتوحة بقوّة هذا الموسم في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، إذ أنّه يتربّع على كرسي الصدارة بعد خمس مراحل من أربع انتصارات، وتعادُل برصيد 13 نقطة.
يضع “إيفرتون” خلفه فِرَقًا ذات أسماء “رنّانة”، لطالما احتكرت الألقاب وحصدت الكؤوس في المواسم الماضية، أمثال “مانشستر سيتي” و”ليفربول” و”تشيلسي” و”أرسنال”. ويعود اللقب الأخير الذي أحرزه “إيفرتون” في الدوري الممتاز إلى عام 1986، ما يعني أن هناك لقبًا طال انتظاره، وقد يكون فريق “البلوز” هو من يغنم به منتصف العام المقبل، ليضيف اللقب العاشر إلى سجلاته.
وبعد مرور 10 أشهر على استلام المدرّب الجديد الإيطالي “كارلو انشيلوتي”، قادمًا من نابولي، دفّة القيادة، ها هو يحاول بناء فريق قادر على استعادة الأمجاد الغابرة، خصوصًا بين عامي 1985 و1986، حين انتزع الفريق لقب الدوري مرتين، وكأس الاتحاد مرتين، وكأس الكؤوس الأوروبية مرة عام 1985.
وقد بدأت بالفعل بصمات المدير الفني المخضرم “أنشيلوتي” تظهر على لاعبيه وتشكيلته، التي أبلت البلاء الحسن في الأمتار الأولى من عمر البطولة الإنكليزية المميّزة أوروبيًا، وكان آخرها انتزاع التعادل أمام الغريم الآخر للمدينة، فريق ليفربول في ديربي، “الميرسيسايد” الشهير، بنتيجة 2-2 بعدما كان “إيفرتون” متأخرًا حتى الدقيقة 81.
ولعلّ أبرز مفاتيح الإنتصارات القادمة والمنتظرة، اللاعب الكولومبي الهدّاف “خاميس رودريغيز”، القادم من “ريال مدريد”، ليُثبت نفسه رقمًا لا يُستهان به في الدوري الأصعب، إذ شهدت المسيرة مع “الميرينغي” تقلّبات، وتباينت الأفكار مع المدرّب “زين الدين زيدان”، فلطالما كان نجم منتخب كولومبيا “ورقة رابحة” لأي فريق يلعب له، ليبدو وكأن “أنشيلوتي” وجد ضالته في “رودريغيز”، بالإضافة إلى المهاجم المجتهد “دومينيك كالفيرت لوين” الذي بات أول لاعب من “إيفرتون” يسجّل في أول خمس مباريات بالدوري في موسم واحد، بعد “طومي لوتون” 1938 – 1939؛ كما أنه أول لاعب في الدوريات الخمس الكبرى الأوروبية الذي يسجّل 10 أهداف في جميع المسابقات لهذا الموسم، وهو يتصدّر ترتيب الهدّافين برصيد 7 أهداف، وسيكون بلا شك أحد الوجوه البارزة في المنتخب الوطني الإنكليزي.
ومن الأسماء التي استقدمتها إدارة “إيفرتون”، لاعب وسط نابولي النشيط البرازيلي الان، وحارس روما السويدي روبن أولسن، ولاعب خط وسط واتفورد الفرنسي، المالي الأصل، عبد الله دوكوري، إلى جانب حارسه الدولي “جوردان بيكفورد” الذي يحمي العرين على أفضل ما يرام، والكولومبي الدولي “ييري مينا” الذي قَدِم من برشلونة قبل عامين، وبات أحد أعمدة خط الدفاع.
ومن العوامل المؤثرة التي قد تمهّد طريق الفريق الثاني لمدينة ليفربول “إيفرتون”، هي وجود الملياردير “فرهاد مشيري”، الإيراني الأصل، على سدّة الرئاسة. فهذا الرجل المُقدّرة ثروته بنحو ملياري دولار، لن يألو جهدًا في تقديم الدعم والمساعدة لـ”أنشيلوتي” للظفر باللقب المحلي، وقد يلجأ إلى تعاقدات جديدة في موسم الإنتقالات الشتوية.
وفي نظرة إحصائية، ترتفع شهيّة التسجيل للاعبي إيفرتون في الثلث الأول من الشوط الثاني، أي بعد الدخول إلى الملعب من الإستراحة. ويُذكر أن نادي إيفرتون تأسس عام 1878، وهو من أهم وأعرق النوادي الإنكليزية، يقع ملعبه “غوديسون بارك” في مدينة ليفربول، ويتّسع لأربعين ألف متفرج.
مسيرة أنشيلوتي الناجحة
بدأ أنشيلوتي رحلة التدريب مع نادي “ريجينا” الإيطالي، وصعد به إلى دوري الدرجة. وفي عام 1996، انتقل لتدريب فريق “بارما”، وفي موسمه الأول حقّق المركز الثاني خلف يوفنتوس. عام 1999، انتقل لتدريب نادي يوفنتوس نفسه، خلفًا للمدرب الكبير مارتشيلو ليبي، ولم يحالفه الحظ في موسمين متتالين.
أما عام 2001، انتقل أنشيلوتي إلى تدريب ميلان، وفي أول مواسمه مع “الروسونيري” قاد الفريق للعودة إلى الساحة الأوروبية، وقد استطاع أن يفوز بالدوري عام 2004. بعد ذلك، قاده للفوز بدوري أبطال أوروبا مرة أخرى، بالإضافة إلى الكأس السوبر الأوروبية وبطولة العالم للأندية عام 2007.
وفي عام 2009، انتقل إلى تدريب نادي تشيلسي الإنكليزي وحقّق في أولى مواسمه “الثنائية” الدوري والكأس، إضافة إلى كأس الاتحاد لأول مرة في تاريخ النادي، ثم شدّ أنشيلوتي رحاله إلى باريس سان جيرمان، ما قاده إلى تحقيق لقب الدوري الفرنسي، وإلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وبعدما أصاب نجاحًا مع سان جيرمان، انتقل إلى ريال مدريد، وفي أول مواسمه قاده إلى اللقب الأوروبي العاشر في دوري الأبطال وكأس الملك إسبانيا عام 2014. وفي عام 2015، أشرف على تدريب بايرن ميونيخ الألماني لمدّة ثلاث سنوات قبل الإنتقال في عام 2018 إلى نابولي، خلفًا لمواطنه ماوريتسيو ساري، ليترأس في 12 كانون الأول/ديسمبر 2019، الجهاز الفني لنادي إيفرتون.